قصيدة رثاء مي ... للعقاد
التعريف بالشاعر:
ولد عباس محمود العقاد فى أسوان عام 1889م، توقفت دراسته
عند المرحلة الابتدائية؛ فثقف نفسه بنفسه حتى أصبح صاحب ثقافة موسوعية وأتقن
الإنجليزية واطلع على الثقافة الغربية.
عمل بمصنع للحرير في مدينة دمياط، ثم بالسكك الحديدية، ثم
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، وظل به حتى ودّع الوظائف الحكومية؛ ليتفرغ للصحافة
والتأليف، فاشترك مع عبدالقادر حمزة في إصدار صحيفة الأفكار، كما اشترك في تحرير
فصول أدبية بجريدة الأهرام، وتجلت شخصيته الموسوعية في كتاباته الصحافية وعمق
ثقافته وفكره.
وتوفي سنة 1964م.
مكانته
الأدبية، وأشهر أعماله:
- تبوأ عباس العقاد مكانة عالية فى النهضة الأدبية الحديثة
ككاتب مقال، وشاعر، وناقد، وروائي، ومؤرخ، ولغوى.
- وقدم ما يزيد على سبعين كتابا، وآلاف المقالات في الأدب
والنقد والفلسفة والتاريخ والسياسة والاجتماع.
- ومن أشهر مؤلفاته: الشذور والإنسان الثاني، ساعات بين الكتب، في
عالم السدود والقيود، سارة، ابن الرومى حياته من شعره، سلسلة عبقريات، ومنها
عبقرية محمد، وعبقرية عمر، وعبقرية المسيح.
- ومن دواوينه: يقظة الصباح، وهج الظهيرة، أشباح الأصيل، أشجان الليل،
هدية الكروان، وحى الأربعين وديوان أعاصير مغرب.
مناسبة
النص:
تأثر العقاد تأثراً كبيراً لوفاة الأديبة اللبنانية (مي
زيادة)، فنظم قصيدته في رثائها، وقد تناول في القصيدة مكانتها وأوصافها وصفاتها الخلقية
والعقلية، وذلك بعاطفة صادقة يُغلفها الحزن والأسى.
الأفكار
الأساسية:
بين أيدينا أربع مقطوعات من قصيدة العقاد الطويلة تمثل
نموذجا لبقية المقطوعات الثماني عشرة في روحها وأسلوبها، وتشتمل على الأفكار
الآتية:
1- مكانة (مي) بين الأدباء. 2- حيرة و تردد. 3- حزن وألم. 4- صفات (می).
|
أينَ فِي الْمَحْفِلِ مَيُّ يا صِحاب؟ |
|
عودتنا هاهنا فصل الخطاب |
|
عَرْشُها الْمِنْبَرُ مَرْفُوعُ الْجُناب |
|
مُسْتَجِيبٌ حِينَ يَدْعُو مُسْتَجَابْ |
|
أَيْنَ فِي الْمَحْفِلِ مَيُّ يَا صِحَابُ |
|
سَائِلُوا النُّخْبَةَ مِنْ رَهْطِ النَّدِي |
|
أَيْنَ مَيُّ؟ هَلْ عَلِمْتُمْ أَيْنَ مَيْ؟ |
|
بالْحَدِيثِ الْحُلْوِ وَاللحْنِ الشَّجِي |
|
الجَبِينِ الْحُرِّ وَالْوَجْهِ السَّنِي |
|
أينَ وَلَّى كَوْكَبَاهُ أَينَ غَابْ؟ |
|
أَسِفَ الْفَنُ عَلى تِلْكَ الفُنُونُ |
|
حَصَدَتْها وهى خَضْرَاءُ السُّنونُ |
|
كُلُّ مَا ضَمَّتْهُ مِنْهُنَّ المَنُونُ |
|
غُصَصٌ مَا هَانَ مِنْهَا لَا يَهُونُ |
|
وَجِرَاحَاتٌ وَيَأْسٌ وَعَذَابٌ |
|
شِيَمٌ غُرِّ رَضِيَّاتُ عِذَابٌ |
|
وحِجًا يَنْفُذُ بِالرَّأْيِ الصَّوَابْ |
|
وذَكَــاءٌ أُلمعِيٌّ كَالشَّهَابٌ |
|
وَجَمَالٌ قُدُسِى لَا يُعَابْ |
|
كُلُّ هَذَا فِي التُّرَابُ أه من هذا التراب |
التعليق على
النص
عاطفة
الشاعر :
عاطفة الحزن والأسى والألم، تصور عمق إخلاص الشاعر
لأصدقائه، ووفائه لهم في الحياة وبعد الموت، والشاعر - من خلال نصه الذى معنا -
يتضح صدق عاطفته، ورهافة حسه.
الغرض من
النص:
الرثاء.
أسلوب
الشاعر فى النص:
يتنوع ما بين الخبرى؛ ليفيد التقرير والتوكيد، وما بين
الإنشائي للإثارة، والتشويق وإظهار الحزن والحسرة.
مميزات
شعره:
- صدق الإحساس. -
الوضوح والبساطة.
- اشتماله على صور ومحسنات غير متكلفة. -
الميل إلى الفلسفة في التعبير عن أفكاره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق