شرح نهج البردة لأحمد شوقي | للصف الثالث الثانوي الأزهري - دروس عربية

نهج البردة في مدح سيد الأمة

للشاعر أحمد شوقي

التعريف بالشاعر:

هو أمير الشعراء: أحمد بن علي بن أحمد شوقي، ولد في عهد الخديوي إسماعيل عام 1868م في حي الحنفي بالقاهرة، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بالقاهرة، ثم دخل مدرسة الحقوق ومكث بها سنتين، ثم التحق بقسم الترجمة في المدرسة نفسها ومكث بها عامين، ثم سافر في بعثة إلى فرنسا، وبعد عودته التحق بقصر الخديوي، ولما قامت الحرب العالمية الأولى نفي إلى أسبانيا، ومكث بها خمس سنوات، ثم عاد بعدها إلى مصر وساير ثورة 19، وتوفي عام 1932م.

الغرض: مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.

التعليق على النص

مكانة شوقي الشعرية:

 لقب شوقي بأمير الشعراء: كان شاعرا عظيما نابها، تقلد إمارة الشعر 1927وأقيم لذلك حفلا حضره كبار الشعراء العرب، وبايعوه بإمارة الشعر، برغم وجود المعارضين له. 

الأغراض الشعرية التي تكلم فيها: كثيرة منها (المدح - الهجاء - الغزل – الرثاء – الوصف)

[أ] المدح: (أبرز مدائحه): أبرزها في الأتراك وألطفها في مدح الرسول.

{ب} الوصف: صور الأحداث العالمية الكبرى التي عاصرها، منها قصيدة تصف زلزالا حدث باليابان وثانية في روما وثالثة في تتويج ملك انجلترا.

[ج] الأحداث التاريخية: كان شوقي مولعا بالتاريخ محبا له، والدليل:نظمه لقصائد طويلة النفس ودیوان خاص فيه.

{د} الحكمة: كان مَعْنِيًّا بالحكمة فيرسلها في شعره كلما تهيئت المناسبة.

وجمع شعره في ديوان كبير سماه (الشوقيات)

 مدائحه في الرسول: مدح شوقي النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث قصائد وهي على حسب ترتيبها في ديوانه:

1-   (الهمزية النبوية) ومطلعها: ولد الهدى فالكائنات ضياء *** وفم الزمان تبسم وثناء

2-   (ذكرى المولد) ومطلعها: سلو قلبي غداة سلا وتابا *** لعل على الجمال له عتابا

3-   (نهج البردة) ومطلعها: ريم على القاع بين البان والعلم *** أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
وهذه القصائد الثلاثة هن معارضات لقصائد ثلاث للبوصيري.. وقد بدأ اثنتين منها بالغزل مثله.

مظاهر التجديد في المدائح النبوية لدى شوقي:

يشيع في مدائح شوقي الحديث عن الأخلاق و الفقراء والشريعة الإسلامية والشكوى من أحوال المسلمين.

ملحوظة: أبرز الشعراء الذين اهتموا بالمديح النبوي:

1-   كعب بن زهير وحسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة (في صدر الإسلام)

2-   البوصيري (في العصر المملوكي) الذي تأثر به عدد من الشعراء في مقدمتهم شوقي.

ماذا تعرف عن هذه القصيدة؟

هذه القصيدة معارضة القصيدة البردة للإمام البوصيري في مدح الرسول.. وذلك باعتراف شوقي نفسه بذلك.

ولكن.. ماذا نقول في قول شوقي (الله يعلم أني لا أعارضه) ؟

ج: أن هذا القول من باب الإكبار للإمام البوصيري وتواضع من شوقي، فهو ينفي عن نفسه القدرة على معارضته.

عرف المعارضة لغة واصطلاحا؟

-   لغة: عارض الشئ معارضة: أي قابله، وفلان يعارضني: أي يباريني.

-   اصطلاحا: أن يقول شاعر قصيدة في موضوع، فيأتي شاعر آخر فينظم قصيدة أخرى على غرارها، محاكيا القصيدة الأولى في وزنها وقافيتها، وموضوعها، مع حرصه على التفوق.

وقد عارض شوقي جماعة من الشعراء المتقدمين: كالبحتري وابن زيدون والحصري والقيرواني.

اذكر رأي النقاد في المعارضة ؟

رأي النقاد في المعارضة: يرى بعض النقاد المعاصرين أنها لا تعد من قبيل الشعر الجيد (علل):

لأنها لا تخرج عندهم عن كونها تقليد وصنعة، فيقولون " الشعر قبل كل شئ عاطفة فكرية عميقة الجذور، لا بِهَرَجٍ سطحي زائف"

وهذا الرأي إن كان صحيحا، فإنه لا ينطبق على شوقي..

والسبب: لأنه حين يعارض القدماء فإنه لا يقلدهم ولا يقف عند معانيهم، بل يضيف إليهم ويتفوق عليهم.

قارن ووزان بين عاطفة شوقي في نهج البردة وبين عاطفة البوصيري في البردة.

الروح والعاطفة الدينية عند شوقي أضعف منها عند البوصيري:

السبب: لأن البوصيري نظم قصيدته خالصة للمديح بعاطفة دينية تظهر في كل أبيات القصيدة.. أما شوقي فقد تعددت الأغراض في قصيدته، ولم ينظم قصيدة خالصة لوجه المديح بل أرادها تذكارًا لعودة الخديوي عباس من الحج، فأفقد النص صدق العاطفة.

لكن فائدة تعدد الأغراض عند شوقي: جعلته ليس مجرد مقلد ومتبع للبوصيري.

ما أهم ممیزات شوقي في قصيدته:

الموسيقى العذبة ؛ مما جعلها صالحة للحن والغناء، والموسيقى في النص قسمان:

أ) موسيقى ظاهرة: متمثلة في الوزن والقافية، والتصريع في مطلع القصيدة، والجناس بين (جاهلين - تجهلون)

ب) موسقى داخلية: متمثلة في حسن اختيار الألفاظ وملاءمتها للمعاني.

وضح ما يحسب لشوقي في قصيدته وما يؤخذ عليه:

ما يحسب له: الألفاظ الرقيقة والأساليب السائغة المقبولة، فقلما تجد لفظا غريبا أو أسلوبا معقدا.

ما يؤخذ عليه: التكلف في المحسنات البديعية وخاصة الطباق، بينما جمال المحسنات عندما تأتي عفوا بلا تكلف.

يرى بعض النقاد المعاصرون أن شوقي قلد فقط القدماء، بينما يري غيرهم أنه شاعر مجدد. فما الحقيقة؟

الحقيقة: أن شوقي ليس مقلدًا للقدماء فحسب، بل هو شاعر مجدد يأخذ معاني الأقدمين فيضفي عليها روحه مما يكسبها طرافة وجمالا، بل إنه ليتفوق على من يبدو أنه يعارضهم.

تنوع المعاني في القصيدة: - تنوعت ألوان المعاني لدى شوقي فشملت:

- رجاء شفاعة الرسول بمدحه.                               - تعبد الرسول بغار حراء قبل البعثة.

- بدء الوحي والدعوى وتبليغ الرسالة.                        - هدايات ومواجهات.

- وصف القرآن الكريم بالخلود والرونق الدائم والإيجاز.

* وهذه المعاني في جملتها ليس فيها معنى مبتكر ولا تشبيه رائع، وكل ما فعله شوقي أنه صاغها في أسلوب عربي جميل.

ماهو المعنى الوحيد الغريب في هذه الأبيات؟ ولماذا؟

نموا إليه فزادوا في العلا شرفا *** ورب أصل بفرع في الفخار نمي

روعة هذا البيت: أنه جعل بني هاشم يشرفون بانتسابهم إلى النبي، بينما المعروف أن الأبناء يشرفون بالنسب لآبائهم

غير أن هذا المعنى ليس من ابتكارات شوقي، بل سبقه إليه ابن الرومي حين مدح أبا الصقر قائلا:

قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم *** كلا لعمري ولكن منه شيبان

فكم أب قد علا بابن ذرا شرف *** كما علت برسول الله عدنان

الموازنة بينهم:

1-   فضل السبق: يحسب لابن الرومي.

2-   فضل الإيجاز: يحسب لشوقي ؛ فقد اختصر معنى البيتين في بيت واحد.

3-   فضل الزيادة: يحسب لشوقي ؛ فقد زاد على ابن الرومي أنه جعل أباء الرسول شرفاء في أنفسهم ثم زادوا شرفا بنسبتهم للرسول