الحرية | مصطفى لطفي المنفلوطي | للصف الأول الإعدادي+ تدريبات مهمة جدا - دروس عربية - دروس عربية

اخر الاخبار

دروس عربية

دروس عربية هي مدونة تهتم بتعليم اللغة العربية بجميع فروعها (نحو وصرف وبلاغة وأدب ونصوص) لجميع المراحل والمستويات

السبت، 8 يناير 2022

الحرية | مصطفى لطفي المنفلوطي | للصف الأول الإعدادي+ تدريبات مهمة جدا - دروس عربية

مصطفي لطفي المنفلوطي
كاتب وأديب مصري معاصر ولد 1876 في قرية منفلوط بأسيوط.
درس في الأزهر الشريف وعمل محرر بجريدة المؤيد ونائبا في البرلمان وله كتب كثيرة منها (النظرات والعبرات ) وترجم كثيرا من الكتب مثل: ( الشاعر - في سبيل التاج - ماجدولين ) وتوفي 1924م


استيقظتُ فجر يوم من الأيام على صوت هرة تموء بجانب فراشي وتتمسح بي وتلح في ذلك إلحاحا غريبا؛ فراعني أمرها وأهمني همها وقلت "لعلها جائعة" فنهضتُ وأحضرتُ لها طعاما فَعَافَتْهُ وانصرفت عنه؛ فقلت" لعلها ظمأى فأرشدتها إلى الماء فلم تحفل به، وَأَنْشَأَتْ تنظر إليَّ نظراتٌ تنطق بما تشتمل عليها نفسها من الآلام والأحزان، فَأَثَّرَ منظرها في نفسي تأثيرا شديدا؛ حتى تمنيت أن لو كنت سليمان فأفهم لغة الحيوان لأعرف حاجتها وأفرج كربتها.
وكان باب الغرفة مغلقا فرأيت أنها تطيل النظر إليه وتلتصق بى كلما رأتني اتجه نحوه، فأدركت غرضها وعرفت أنها تريد أن افتح لها الباب؛ فأسرعت بفتحه؛ فما أن وقع نظرها على الفضاء ورأت وجه السماء حتى استحالت حالتها من حزن وهم إلى غبطة وسرور، وانطلقت تعدو في سبيلها.
عُدْتُ إلى فراشي وأسلمت رأسي إلى يدي وأنشأت أفكر في أمر هذه الهرة وأعجب لشانها وأقول: ليت شعري هل تفهم هذه الهرة معنى الحرية ؟ فهي تحزن لفقدانها وتفرح بلقياها، أجل إنها تفهم معنى الحرية حق الفهم، وما كان حزنها ورجاؤها وتمسحها وإلحاحها إلا سعيا وراء بلوغها.
الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس، فمن عاش محروما منها عاش في ظلمة حالكة.
الحرية هي الحياة، ولولاها لكانت حياة الإنسان أشبه شئ بحياة اللعب المتحركة في أيدي الأطفال حركة صناعية.
وإن الإنسان الذي يمد يده لطلب الحرية ليس بمتسول ولا مستجد؛ وإنما هو يطلب حقا من حقوقه التي سلبته إياها المطامع البشرية؛ فإن ظفر بها فلا منة لمخلوق عليه ولا يد لأحد عنده.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق