المحسنات المعنوية - المبالغة بطريقة رائعة + أسئلة مهمة جدا للصف الثالث الثانوي الأزهري - دروس عربية - دروس عربية

اخر الاخبار

دروس عربية

دروس عربية هي مدونة تهتم بتعليم اللغة العربية بجميع فروعها (نحو وصرف وبلاغة وأدب ونصوص) لجميع المراحل والمستويات

الثلاثاء، 15 يونيو 2021

المحسنات المعنوية - المبالغة بطريقة رائعة + أسئلة مهمة جدا للصف الثالث الثانوي الأزهري - دروس عربية


أن يَدَّعِي الشاعر أو الناثر أن وصف من الأوصاف بلغ حدا مستحيلا في الضعف أو الشدة، دفعا لتوهم غير ذلك.
- المراد بالمستحيل: الأمر الذي لا يمكن حدوثه مطلقا على أيدي البشر العاديين.
- المراد بالمستبعد: الأمر النادر القليل الوقوع.
- الغرض من المبالغة: يرفع بها الشاعر أو الناثر الظن والتوهم عن المخاطب في أن الوصف المدعى فيه لم يبلغ من الشدة أو الضعف مبلغا كبيرًا.

  صور المبالغة  
 التبليغ - الإغراق - الغلو       [2018دور أول]
أولا: التبليغ: ما كان الوصف المدعى فيه نادر الحدوث، ولكنه ممكن عقلا وعادة.
- فَعَادَى عِدَاءً بين ثَوْرٍ ونعجةٍ *** دَاركًا ولم يُنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَلِ
حيث يدعى الشاعر أن فرسه بلغ من القوة حدا كبيرًا، لدرجة أنه جرى بين (ثور ونعجة) وصرعهما في طلق واحد، ومع ذلك لم يعدو فيحتاج إلى الغسل بالماء وهذا الوصف المدعى هنا: أمر نادر الحدوث، ولكنه ممكن عقلا وعادة.
- وأصرعُ أَيَّ الوحش قَفَّيْتُهُ به *** وأنزلُ عَنْهُ مثلَهُ حين أركبُ
حيث جعل فرسه قويا جدا لدرجة أنه يدرك به جميع أنواع الصيد الوحشي فيصرعها ومع ذلك يبقي محتفظا بقوته ورشقاته، وهذا أمر ليس ببعيد، بل هو ممكن عقلا وعادة.

ثانيًا: الإغراق: ما كان الوصف المُدَّعَى فيه ممكنا عقلًا، وليس ممكنا عادة.
- وَنُكْرِمُ جارَنا ما دام فِينَا *** وَنُتْبِعُهُ الكرامةَ حيث مَالَا
حيث يَدَّعِي الشاعر أن قومه يكرمون ضيفهم حتى بعد رحيله، حيث يرسلون إليه الهدايا والعطايا، وهذا ممكن عقلا غير ممكن عادة، لأن العادة جرت على إكرام الضيف مدة إقامته.
- تَنَوَّرْتُهَا من أَذْرُعَاتٍ وأهلِها *** بيثربَ أدنى دارِها نظرٌ عالي.
حيث بالغ الشاعر فقال أنه رأى نار محبوبته وهو في أذرعات بالشام، بينما هي في يثرب بالحجاز، وهو أمر ممكن عقلا، ولكنه غير ممكن في العادة.
- من القاصراتِ الطَّرْفِ لو دَبَّ مِحْوَلُ *** من الدُّرِّ فوق الأُتْبِ منها لأَثَّرَا
حيث بالغ في وصفه لجسد هذه المرأة ورقته ونعومته لدرجة أن النملة لو مرت فوق جسدها لأثرت فيها، وهذا أمر ممكن عقلا، ولكنه غير ممكن عادة
- كفى بِجِسْمِي نُحُولًا أنني رجلٌ *** لولا مخاطبتي إياك لم تَرَنِي

ثالثًا: الغلو: ما كان الوصف المدعى فيه غير ممكن عقلًا وعادة
أ‌- أولا: غير المقبول: الذي يتجاوز في الشاعر حدوده فيما يتعلق بالعقيدة.
- وَأَخَفْتَ أهلَ الشِّرْكِ حتى إِنَّه *** لَتَخَافُكَ النُّطَفُ التي لم تُخْلَقِ
فخوف النطف غير ممكن عقلًا ولا عادة، لأن شرط الخوف الحياة.
- ما شِئْتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ *** فاحكمْ فأنت الواحدُ القهارُ
هذا غلو وصل إلى حد الكفر بالله، ومن ثم فهو غلو مردود ومرفوض.
- الطيبُ أنت إذا أصابَك طَيَّبْتَهُ *** والماءُ أنت إذا اغتسلتَ الغاسلُ
هذا غلو مردود ومرفوض، حيث جعل العطر يستمد عطره منه، والماء يصير نقيا إذا لامسه.

ب‌- ثانيًا: الغلو المقبول: ويكون الغلو مقبولا في ثلاث حالات:
1- إذا دخل عليه بعض الألفاظ التي تقربه إلى الصحة وإمكان الوقوع مثل (يكاد - لو - لولا).
- قال تعالى (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِئُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ).
إضاءة الزيت بنفسه بدون إشعال النار يعد أمرا مستحيلا عقلًا وعادة ولكن الذي جعل الغلو مقبولا هو"كاد" التي تدل على القرب.
- يكادُ يُخْرِجُ سرعةً من ظِلِّهِ *** لو كان يرغبُ في فراقِ رفيقِ
هذا الوصف مستحيل عقلًا وعادة ولكن استخدامه للفعل (كاد) فَّربه من الصحة وجعله مقبولا.
- فلو أنَّ مشتاقا تَكَلَّفَ غير ما *** في وُسْعِهِ لَسَعَى إليك المِنْبَرُ
حيث جعل المنبر يسعى إلى الممدوح وهذا أمر مستحيل عقلًا وعادة ولكن دخول (لو) على الفعل جعله قريبا من الصحة.
- وكَفَفْتُ دمعًا، لو أَسَلْتُ شئُونَه *** على الأرضِ ماشَكَّ امرؤٌ أنه البحرُ
هذا الوصف أمر ممتنع عقلًا وعادة ولكن دخول "لو" على الفعل جعله قريبا من الصحة
- لطيفةُ مَجْرَى الروح، لو أنَّها مَشَتْ *** على سارياتِ الدُّرِّما أَدَّتِ الحِمْلُ
حيث بالغ الشاعر فجعل جسم هذه المرأة رقيقا لدرجة لو أنها مشت على ولد النمل ما أثقله حملها، وهذا أمر ممتنع عقلًا وعادة، ولكن دخول (لو) على الفعل جعله قريبا من الصحة

2- إذا تضمن نوعا من حسن التخييل:

- عَقَدَتْ سَنَابِكُهَا عليها عَثِيرًا *** لو تبتغي عُنُقًا عليه لأَمْكَنَا
يقول: إن سنابك الخيل من شدة وقعها على الأرض كونت طبقة كثيفة من الغبار أعلاها، ولو طلبت من الخيل أن تسير عليها لتمكنت من ذلك لكثافة هذا الغبار حتى صار مثل الأرض، وهذا أمر غير ممكن عقلًا وعادة ولكنه لما خَيَّلَهُ للسامع قربه إلى الصحة والإمكان.
- يُخَيَّلُ لي أنْ سُمِّرَ الشُّهْبُ في الدُّجَى *** وَشُدَّتْ بِأَهْدَابِي إليهن أَجْفَانِي
فالشاعر يتخيل أن الشهب قد ثبتت في الظلام بمسامير ثم شَدَّت أجفانه بأهدابه إلى تلك الشهب فصارت لا تتحرك، وهذا أمر ممتنع عقلًا وعادة ولكنه صار مقبولا لحسن التخيل، وتصريحه بلفظ (التخيَّل).

3- إذا خرج مخرج الهزل والخلاعة والفكاهة:
- أَسْكَرُ بالأمسِ إنْ عزمتُ على الشُّرْبِ *** غدًا إنَّ ذَا من العجبِ
هذا أمر ممتنع عقلًا وعادة ولكنه صار مقبولاً لأنه ورد في مقام الهزل والخلاعة

خلي بالك: 
- المبالغة من المصطلحات الدائرة في كتب البلاغة بمعان مختلفة في علومها الثلاثة.
- المبالغة قسمان: (مبالغة مستحبة مقبولة التبليغ والإغراق) و (مبالغة مرذولة الغلو غير المقبول).

س1: بين الفرق بين التبليغ والإغراق والغلو مع التمثيل.
س2: بين متى يتحول الغلو المرذول إلى مقبول مع التمثيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق