أن يمدح المتكلم ثم يأتي بعبارة يتوهم السامع من خلالها في أول الأمر أنها ذم، فإذا هي تأكيد للمدح
- سر جمال تأكيد المدح بما يشبه الذم: أن تأكيد المدح فيه جاء من وجهين:
1- أنه كدعوي الشيء ببينة2- أن الأصل في الاستثناء أن يكون متصلا فإذا نطق المتكلم بـ (إلا) توهم السامع أن ما بعدها غير ما قبلها فيكون ذما، فإذا أتى بعدها مدح على خلاف المتوقع تأكد المدح، لكونه مدحا على مدح.
أقسام تأكيد المدح بما يشبه الذم:
1- أن يستثنى صفة مدح من صفة ذم منفية قبلها:- ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهن فلول من قراع الكتائب
- ليس به عيب سوى أنه *** لا تقع العين علي مثله
- لا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم *** يسلو عن الأهل والأوطان والحشم
- ولا عيب فيه غير أني قصدته *** فأنستني الأيام أهلا وموطنا
- تعد ذنوبي عند قوم كثيرة *** ولا ذنب لي إلا العلا والفضائل
- وقوله تعالى: (لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما)
- وقوله تعالى: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)
- وقوله تعالى: ( وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا)
2- أن يثبت صفة مدح ثم يستثنى منها صفة مدح أخرى:
- فتى كملت أخلاقه غير أنه *** جواد فما يبقي على المال باقيا
- قول النبي صلي الله عليه وسلم : (أنا أفصح العرب بيد أني من قريش)
والاستدراك في هذا الباب: يجري مجرى (لكن) في الاستثناء.
- هو البدر إلا أنه البحر زاخرا *** سوى أنه الضرغام لكنه الوبل
- وجوه كأزهار الرياض نضارة *** ولكنها يوم الهياج صخور
تأكيد الذم بما يشبه المدح
أن يذم المتكلم، ثم يأتي بعبارة يتوهم منها السامع في البداية أنه سيمدح، فإذا به يؤكد الذم
وهو قسمان:
- هذا اللون البديعي جاء في القرآن والسنة النبوية والشعر العربي
- هذا اللون يعد من المحسنات البديعية الخلابة التي تستميل السامع وتجذب انتباهه لتثبيت المعني في نفسه.
- تأكيد المدح بما يشبه الذم أكثر ورودا في الكلام العربي من تأكيد الذم بما يشبه المدح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق