حسن التعليل في البلاغة في أسطر قليلة + أسئلة مهمة جدا للثانوية الأزهرية - دروس عربية - دروس عربية

اخر الاخبار

دروس عربية

دروس عربية هي مدونة تهتم بتعليم اللغة العربية بجميع فروعها (نحو وصرف وبلاغة وأدب ونصوص) لجميع المراحل والمستويات

الأربعاء، 16 يونيو 2021

حسن التعليل في البلاغة في أسطر قليلة + أسئلة مهمة جدا للثانوية الأزهرية - دروس عربية


أن يدعي الشاعر أن وصفًا ما له علة تناسبه باعتبار لطيف غير حقيقي يزيد بها المعنى رقة وجمالا

صور حسن التعليل: (وصف ثابت – غير ثابت)
أولا : الوصف الثابت المقصود بيان علته؛ وينقسم قسمين :
1- وصف ثابت لا يظهر له علة في العادة:

- زعم البنفسج أَنَّهُ كعذاره *** حُسْنًا فَسَلُّوا مِنْ قَفَاهُ لسانَهُ
فزهرة البنفسج تتميز بوجود نبتة زائدة خلفها، وخروج ورقة البنفسج إلي الخلف لا علَّة له في العادة، لكنه الشاعر ادَّعى أَن علَّته هي عقاب وتأديب وقع على زهرة البنفسج حين زعم أن حسنه كحسن المحبوب فعاقبوه بأن انتزعوا لسانه من قفاه، وكل هذا لا شك على سبيل التخييل.
- لم تحك نَائِلَك السحاب وإنَّما *** حُمَّتْ به فَصَبِيبُهَا الرُّحضاءُ
يقول المتنبي مخاطبا ممدوحه : لقد يئس السحاب أن يشابهك في العطاء، فليست كثرة أمطاره لمحاولته مشابهتك، وإنما أصابته الحمى حين شهد عطاياك، فمطره هو الرحضاء.
ونزول المطر ليس له في العادة علة محددة وقد حاول الشاعر أن يستخرج لنا علة مناسبة غير حقيقية، وهي أن المطر النازل من السحاب هو عرق الحمى الذي أصاب السحاب من شدة حسده للممدوح وغيرته منه، وهذه العلة المدعاة فيها لطف وجمال.
- لا تنكري عطل الكريم من الغنى *** فالسيل حرب للمكان العالي
حيث استخرج أبو تمام علة مناسبة غير حقيقية لظاهرة فقر الكرماء بهذه الصورة القياسية، فالسيل لا يستقر، ولا يقيم في المكان العالي كالجبال، وكذلك الكريم في اتصافه بعلو القدر، يشبه المكان العالي فلا يستقر لديه المال، وهي علة فيها لطف وجمال.
- لا تنكروا خفقان قلبي *** والحبيب لدي حاضر
ما القلب إلا داره *** ضر بت له فيهــا البشائر

فدقات القلب أمر طبيعي، ولكن الشاعر ذكر لخفقان قلبه والحبيب حاضر عنده علة أخرى، وهي أن هذه الدقات دقات البشائر بحضور الحبيب لأن قلب الشاعر داره التي تعود إلى صاحبها ببشائر الفرح وهذا ] غير ممكن [.
- وقال المعرى في الرثاء : وما كلفة البدر المنير قديمة *** ولكنها في وجهه أثر اللطم
واللطم: ما يظهر على البدر من كدر، وهو أمر طبيعي والعلة: شدة حزن البدر على فراق الأحبة مما جعله يلطم وجهه ]وصف ممكن [.
- رُبًى شفعت ريح الصبا لرياضها *** إلي المزن حتى جادها وهو هامع
كأن السحب الغُرَّغَيَّبْنَ تحتها *** حبيبا فما تَرقـا لهن مدامع
أي أن: الرُّبَى شفعت لرياضها عند ريح الصبا، فكأن السحب قد مات لها تحت الربي حبيبا عزيزا فهي تبكي عليه، ومثل هذا ألحق بحسن التعليل لأنه مبني علي الشك ولم يكن منه لأن في حسن التعليل ادعاء تحقق العلة، وهذا وصف غير ممكن.
قال ابن الرومي في المدح : أَما ذُكاء فَلم تَصفَر إذ جنحت إلا لفُرقَة ذاك المنظر الحسن
فابن الرومي يَرى أَن الشمس لم تَصفَر عندَ الجنوح إلى المغيب للسبب الكوني المعروف عندَ العلماء، ولكنَّها اصفرت مخافةَ أن تفارق وجهَ الممدوح وهذا ] وصف غير ممكن [.

2- وصف ثابت له علة، ولكنها علة غير المذكورة في الكلام: ومعناه أن الأديب يستبعد العلة الظاهرة ويأتي بعلة طريفة مستلمحة تناسب ما يقصده:
- قال المتنبي : ما به قتل أعاديه ولكن *** يتقي إخلاف ما ترجو الذئاب
فالملوك يقتلون أعدائهم لإرادة هلاكهم، ولكن المتنبي رفض هذا الوصف الثابت ذي العلة الظاهرة وقال ليس بالممدوح غيظ أو خوف، ولكن الذي دفعه إلي قتلهم هو خوفه من أن يخلف وعده للذئاب من أكل لحومهم، وهي مبالغة وتخييل ذو حس مرهف وفطنة.
- فقلت إذا استحسنت غيركم *** أمرت الدموع بتأديبها
فالدموع تسقط عادة عند إعراض الحبيب، ولكن الشاعر تخيل علة أخرى وهو تأديبها على أنها نظرت إلى غير الحبيب.
- بكت فقدك الدنيا قديما بدمعها *** فكان لها في سالف الدهر طوفان
فالطوفان الذي حدث في قوم نوح عليه السلام جعل له الشاعر له علة أخرى، حيث جعله دموعا للدنيا بكت بها على فقد العزيز وفي هذا غلو وحسن التعليل، وهذا ممكن.
- قال الشاعر : تجاسر عود اللهو يشبه صوتها *** فمن أجل ذا أصبح العود يضرب
فعود اللهو يضرب على أوتاره ليطرب السامعين ولكن الشاعر ذكر له علة أخرى مناسبة وهي أنه تجرأ حين أراد محاكاة صوت محبوبته فأرادت تأديبه فضربت أوتاره، وهذا ممكن.

ثانيا الوصف غير الثابت : وينقسم قسمين أيضا وهما :
1- وصف غير ثابت ممكن الوقوع :
- قال الشاعر : يا واشيا حسنت فينا إساءته *** نجى حذارك إنساني من الغرق
فاستحسان وشاية الواشي (وصف غير ثابت) ولكنه ممكن، ولذلك ذكر تعليلا لذلك، وهو أن حذاره من الواشي جعله يتقي مكره وكيده فحمي بذلك إنسان عينه من الغرق في الدمع الذي تسببه غفلته وعدم حذره منه.

2- وصف غير ثابت ليس ممكن الوقوع ومن أمثلته :
- قول الشاعر : لو لم تكن نية الجوزاء خدمته *** لما رأيت عليها عقد منتطق
أي: أن الجوزاء لو لم تكن عازمة على خدمة الممدوح لما رأيت عليها نطاقا شدت به وسطها، وهو غير ممكن لكنه لطيف مستلمح.

خلي بالك: حسن التعليل يحتاج إلى رهافة حس، وفطنة ولماحية في استخراج السبب المؤثر المقنع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق