مراعاة النظير في البلاغة + أسئلة مهمة جدا للثانوية الأزهرية - دروس عربية - دروس عربية

اخر الاخبار

دروس عربية

دروس عربية هي مدونة تهتم بتعليم اللغة العربية بجميع فروعها (نحو وصرف وبلاغة وأدب ونصوص) لجميع المراحل والمستويات

الأربعاء، 16 يونيو 2021

مراعاة النظير في البلاغة + أسئلة مهمة جدا للثانوية الأزهرية - دروس عربية


أن يجمع المتكلم في الكلام بين أمر وما يناسبه، أو بين أمور متناسبه لا على جهة التضاد بل على جهة الاتفاق والاتساق والتناسب
مثل: الجمع بين (الشمس والقمر والنجوم) لأنها من واد واحد وهو العالم العلوي فبينهم توافق وتناسب.

صور مراعاة النظير: [ 2017 دور أول]
الصورة الأولى: الجمع بين أمرين متناسبين :
1- قال تعالي (الشمس والقمر بحسبان ) فجمع بين الشمس والقمر، وكلاهما من الكواكب.
2- وكذلك : ( والذين يكنزون الذهب والفضة) من المعادن
3- وكذلك: (يَخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) من الأحجار الكريمة

الصورة الثانية: الجمع بين ثلاثة أمور متناسبة:
1- قال صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان )
فقد جمع بين الصفات الذميمة (الكذب وإخلاف الوعد والخيانة).
2- قال البحتري: كالقسي المعطفات بل الأســــ *** هم مبرية بل الأوتار
حيث جمع الشاعر بين (القسي - الأسهم - الأوتار) وكلها من باب واحد وهي آلات الحرب.
3- على سابحٍ موجُ المنايا بنحره *** غَدَاةً كأنَّ النَّبْلَ في صَدرِه وَبْلُ
حيث جمع الشاعر بين (السابح - الموج - الوبل) وكلها من واد واحد وهو المياه.

الصورة الثالثة: الجمع بين أربعة أمور متناسبة:
1- إنك أيها الوزير إسماعيلي الوعد شعيبي التوفيق يوسفي العفو محمدي الخلق.
فقد جمع بين (إسماعيلي - شعيبي - يوسفي - محمدي) وكلها نسبة إلى أسماء الأنبياء.

الصورة الرابعة: أن يجمع بين أكثر من أربعة أمور متناسبة ومنها:
1- أصح وأقوى ما سمعناه في الندي *** من الخبر المأثور منــذ قديم
أحاديث ترويها السيول عن الحيا *** عن البحر عن كف الأمير تميم
حيث جمع الشاعر بين ستة أمور متناسبة وهي (الصحة والقوة والسماع والخبر والمأثور والأحاديث والرواية) وكلها من باب واحد وهو علم مصطلح الحديث
ثم جمع بين (السيول والحيا - أي: المطر- والبحر وكف الأمير) علي سبيل مراعاة النظير.

أنواع مراعاة النظير: [تشابه الاطراف - التفويف]
أولًا: تشابه الأطراف: وهو أن يختم الكلام بما يناسب أوله في المعنى.
وسمي بذلك: لتشابه أطراف الكلام بداية ونهاية في التناغم والتناسب.
1- قال تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)
فتجد أن قوله (اللطيف) يتناسب مع قوله (لا تدركه الأبصار) فإن اللطف يناسب ما لا يدرك بالبصر وكذلك لفظة (الخبير) تتناسب مع (يدرك الأبصار) فإن من يدرك شيئا يكون خبيرا به.
2- وقال تعالي : (له ما في السموات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد)
فقوله: (الغني الحميد) في ختام الآية يتناسب بشدة مع ما ورد في أولها (له ما في السموات وما في الأرض) وَعَبَّرَ بالغني: لينبه على أنه غني سبحانه عن ملكه للسموات والأرض، فإذا جاد به حمده العباد المُنْعَمُ عليهم، ولذلك قال (الحميد) بعد الغني.
3- قوله تعالي: (إن تُعَذِّبْهُمْ فَإنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لهم فَإِنَّكَ أَنْتَ العزيزُ الحكيمُ)
ففي قوله (وإن تغفر لهم) قد يوهم أن ختام الآية سيكون: (الغفور الرحيم) ولكن الختام المناسب هو (العزيز الحكيم) لأنه هو العزيز الذي لا رَادّ لِحُكْمِه، أي: وإن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب فلا اعتراض، والحكمة فيما فعلت.

ثانيًا: التفويف: وهو أن يؤتى في الكلام بمعان متلائمة في جمل مستوية متقاربة المقادير.
1- مثل قول الشاعر: فَوَشْيٌ بلا رَقَمٍ ، وَنَقْشٌ بِلا يَدٍ *** ودمعٌ بلا عينٍ، وَضَحِكٌ بلا ثَغْرِ
فتجد في هذا البيت أربع جمل طويلة مستوية المقادير- أي: جاءت علي وزن عروضي وصرفي واحد- وكل جملة فيها معانيها متلائمة متناسبة، وهذا هو التفويف أي زيادة في جماله وإيقاعه لأن التفويف في اللغة مأخوذ من الثياب المفوفة أي المزركشة المزينة .
2- إن يُلْحَقُوا أَكْرُرْ وإنْ يُسْتَلْحَمُوا *** أَشْدُدْ، وَإِنْ يُلْفَوْا بِضَنْكٍ أَنْزِلِ
فكل جملة من الجمل التي تحتها خط ألفاظ متناسبة ومتلاحمة ومتقاربة من حيث الإيقاع الصوتي والوزن العروضي والصرفي مع ما قبلها .
3- أُحْلُ وامْرُرْ، وَضُرَّ وانْفَعْ، وَلِنْ واخْشَنْ *** وَرِشْ وَابْرِ، وانْتَدِبْ للمعالي
فالجمل السابقة متقاربة مع بعضها في الإيقاع الصوتي والعروضي والصرفي.

إيهام التناسب
أن يأتي اللفظ يوهم أنه يتناسب في المعنى مع ما سبقه ، ولكن يتضح بعد النظر أنه لا يتناسب معه.
- قال تعالى: (الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان)
فالشمس و القمر بينهما مراعاة نظير لتناسبهما بلا خلاف، ولكن قد يظن المتعجل أن كلمة النجم متناسبة مع ما قبلها من الشمس والقمر، ولكن الحقيقة ليست كذلك؛ لأن النجم هنا: هو النبات الذي ينجم – أي: يظهر علي سطح الأرض ولا ساق له مثل : القثاء والجرجير وغيرهما من النباتات فأوهم اللفظ التناسب ولكنه ليس كذلك، ولذا سمي بإيهام التناسب.

خلي بالك:
- إيهام التناسب ليس من مراعاة النظير، لأنه يوهم التناسب وفي الحقيقة لا يوجد تناسب.
- مراعاة النظير يكون بين الأمور المتناسبة لا على وجه التضاد بخلاف الطباق فيكون على وجه التضاد
- مراعاة النظير يكون بين أمرين متناسبين إلى ستة، وكذلك المقابلة تكون بين أمرين متقابلين إلى ستة فهما يتفقان من حيث العدد.
- المقابلة تكون بين معاني من جهة، ومعاني من جهة أخرى، بخلاف مراعاة النظير فقد يكون بين اثنين متناسبين إلى ستة، ولا يشترط فيه النظر للجهة المقابلة لها.
- مراعاة النظير وتشابه الأطراف وردا في القرآن الكريم بخلاف التفويف.

س1: هل هناك فرق بين الطباق ومراعاة النظير ؟
نعم، لأن الطباق يجمع بين الكلمتين المتضادتين أما مراعاة النظير فيجمع بين معنى الكلمتين المتناسبتين.
س2: هل هناك فرق بين مراعاة النظير والمقابلة ؟
نعم ؛ لأن المقابلة تكون بين الأمور المتضادة وغير المتضادة أما مراعاة النظير فيكون بين الكلمات المتناسبة فحسب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق