عناصر الدرس:
- عطف البيان
- الفرق بين عطف البيان والبدل
- هل يجوز أن يكون عطف البيان نكرة؟
- عطف النسق
- أحرف العطف ومعانيها وخصائصها وشروط العطف بكل منها
- هل يجوز حذف المعطوف عليه أو المعطوف؟
- عطف الفعل على الاسم وعطف الاسم على الفعل
- حكم العطف على الضمير
العطف
عطف البيان:
هو التابع الجامد المشبه للصفة في إيضاح
متبوعه وعدم استقلاله.
مثال: أقسمُ باللهِ أبو حفص عمرُ - أتى صديقي محمدٌ.
فكلمتا (عمر - محمد) عطف بيان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ويمكن أن يعربا بدلا أيضا.
ملحوظة: عطف البيان مثل البدل في معظم الحالات، ولكن يختلف عنه في مسألتين:
1- إذا كان التابع مفردًا معرفة منصوب والمتبوع منادى مبني على الضم في محل
نصب مفعول به؛ حينئذٍ وجب أن يكون التابع عطف بيان وليس بدلًا.
مثال: يا صديقُ خالدًا.
يا: حرف نداء مبني على السكون، صديق: منادى مبني على الضم في محل نصب مفعول به(لأنه نكرة مقصودة)، وخالدًا: عطف بيان منصوب بالفتحة الظاهرة (ولا يصح أن يكون بدلًا).
مثال: أنا الضاربُ الرجلِ زيدٍ - أنا المكرمُ الضيفِ سعيدٍ
وقال الشاعر: أنا ابن التاركِ البكريِّ بِشرٍ
فـ زيدٍ وسعيدٍ وبِشْرٍ: عطف بيان وليس بدلًا.
لأن البدل على نية تكرار العامل، ولو كررنا العامل وقلنا: أنا الضارب زيد (لاتكون زيد بدلا) لأنه لا يصح أن يكون المبدل منه بأل والبدل
بدون أل.
سؤال: هل يجوز أن يكون عطف البيان نكرة؟
1- أكثر النحويين: لا يجوز أن يكون عطف البيان نكرة.
2- ابن مالك: يجوز أن يكون عطف البيان ومعطوفة نكرة:
مثال: قوله تعالى "يوقدُ من شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ" – وقوله
تعالى:"وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صديدٍ".
حيث جاء كل من التابع والمتبوع نكرة في (شجرة - زيتونة) (ماء- صديد)؛ وهو الراجح.
عطف النسق:
وهو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه حرف من
حروف العطف.
أحرف العطف: الواو - الفاء - ثم - حتى - أم - أو - بل - لا - لكن.
معاني وخصائص حروف العطف:
1- الواو: تفيد الجمع بين الشيئين.
مثال: قام محمدٌ وعليٌّ – "أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ" –
"كذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ".
ملحوظة: قال الكوفيون أن الواو للترتيب، ورُدَّ عليهم بقوله تعالى" إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ".
فلو كانت الواو للترتيب؛ لكان اعترافا من الكفار بالبعث وهم ينكرونه.
وتختص الواو من بين أحرف العطف:
- لا تكتفي بالمعطوف عليه وتحتاج إلى المعطوف: اختصمَ محمدٌ وسعيدٌ.
- تعطف النعوت المتفرقة: جاء الطلاب الكاتبُ والفقيهُ والشاعرُ.
- تعطف عاملا محذوفًا بقي عمله: وَزَجَّجْنَ الحَوَاجِبَ والعُيُونَا
(أي: وكَحَّلْنَ)
فالفعل (كَحَّلنَ) المحذوفة معطوفة على الفعل (زَجَّجْنَ) وقد عطفتهما الواو دون غيرها.
2- الفاء: تفيد الترتيب
مثال: جاء خالدٌ فزيدٌ - "الذي خلقَ فسوَّى" - "أماتَهُ
فَأَقبره".
وتختص الفاء: بأنها تعطف مالا يصلح أن يكون صلة (لخلوه من ضمير
الموصول)على ما يصلح أن يكون صلة (لاشتماله على الضمير):
مثال: الذي يطيرُ فيغضبُ زيدٌ الذبابُ
فجملة (يطير): جملة فعلية وهي صلة الموصول(لأن بها ضمير، أي: يطير هو) وجملة: (فيغضب زيدٌ): لا
تصلح أن تكون صلة (لأنها ليس بها ضمير) ، ولكن الفاء عطفت جملة (يغضب زيدٌ) على جملة (يطير هو)، وبذلك تكون الفاء قد عطفت مالا يصلح أن يكون صلة على ما يصلح أن يكون صلة، وهذه ميزة الفاء من بين أحرف العطف.
3- ثم: تفيد الترتيب التراخي
مثال: جاء زيدٌ ثم عمروٌ - دخلتُ المعهد ثم تخرَّجتُ منه.
4- حتى: تفيد الغاية، ويشترط للعطف بها:
- أن يكون المعطوف اسما لا فعلا ولا حرفًا.
- أن يكون المعطوف جزءًا من المعطوف عليه أو نوعًا منه:
مثال: نجحَ الطلابُ حتى هشامُ - قرأتُ الكتابَ حتى الصفحةَ الأخيرةَ -
أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها - أعجبتني الفتاةُ حتى حديثُها.
- أن تفيد الغاية فيما بعدها: مات الناسُ حتى الأنبياءُ – تقدم عليك
الطلابُ حتى الأغبياءُ.
5- أم: تفيد تعيين أحد الشيئين أو التسوية بينهما، وتنقسم قسمين:
أ- أم المتصلة: وهي المسبوقة بهمزة التسوية أو التعيين.
مثال: "سواءٌ علينا أَجَزِعْنَا أم صَبَرْنَا" - أعندك زيدٌ أم
عمرٌو.
ملحوظة: يجوز حذف الهمزة مثل قول الشاعر:
لعمرك ما أدري وإن كنتُ داريًا *** بِسبْعٍ رمينَ الجمرَ أم بثمانِ
فقد حذفت الهمزة ، والتقدير(أَبِسَبْعٍ).
ب- أم المنقطعة: وهي حرف ابتداء بمعنى بل، وما بعدها مستقل
عما قبلها.
مثال: قوله تعالى "تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ
الْعَالَمِينَ* أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ" - إنها لإبلٌ أم شاءٌ.
أي: بل يقولون افتراه - بل هي شاءٌ.
6- أو: ولها معان كثيرة:
- التخيير: تزوَّج هندًا أو أختَها.
- الإباحة: جالس الحسنَ أو ابنَ سيرين
والإباحة لا تمنع الجمع بين
المتعاطفين، فيجوز مجالسة الاثنين معًا، أما التخيير فيمنع الجمع بين المتعاطفين، فلا يجوز أن تتزوج الأختين معا.
- التقسيم: الكلمةُ: اسمٌ أو فعلٌ أو حرفٌ
- الإضراب: كانوا ثمانين أو زادوا ثمانيةً (أي: بل زادوا).
- بمعنى الواو: جاءته الخلافة أو كانت له قدرًا.
* ملحوظة: قد
تأتي (إما) المكررة بمعنى أو؛ فتفيد:
- التخيير: خذ من مالي إما درهمًا وإما دينارًا – تزوَّج إما هندًا وإما
أختَها.
- الإباحة: جالس إما الحسن وإما ابن سيرين
- التقسيم: الكلمة: إما اسم وإما فعل وإما حرف.
- الشك: حضرَ إما زيدٌ وإما عمرٌو.
وإما ليست عاطفة؛ بدليل دخول حرف العطف عليها، ولكنها حرف تفصيل.
7- لكن: تفيد الاستدراك، أو نفي الحكم عما قبلها وإثباته لما بعدها.
مثال: ما ضربتُ زيدًا لكن عمرًا – لا تضرب خالدًا لكن سعيدًا.
ويشترط للعطف بها:
- أن يكون المعطوف مفردًا
- ألا تقترن بالواو
أن تسبق بنفي أو نهي.
8- لا: تفيد النفي، أو إثبات الحكم لما قبلها ونفيه عما بعدها.
ويشترط للعطف بها: ألا تسبق بنفي أو نهي.
مثال: اضربْ محمدًا لا عليًا - مررت بخالدٍ لا سعيدٍ.
9- بل: تفيد الإضراب، أو نفي الحكم عما قبلها وإثباته لما بعدها.
ويشترط للعطف بها: أن تدخل على مفرد:
مثال: قام زيدٌ بلْ عمرٌو - ساعد المحتاجَ بل الضعيفَ - مررتُ بِبَكْرِ بلْ
سعيدٍ - ما أعددتُ الرسالةَ بل القصيدةَ - لا تضربْ خالدًا بلْ هندًا.
سؤال1: هل يجوز حذف المعطوف أو المعطوف عليه؟
1- يحذف المعطوف عليه إذا دل عليه دليل، مثل: "أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي
تُتْلَى عَلَيْكُمْ"
فقد حُذف المعطوف عليه، والتقدير: أَفَلَمْ تَأْتِكُمْ آَيَاتِي فَلَمْ
تَكُنْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ.
2- يجوز حذف المعطوف مع الواو والفاء فقط من بين أحرف العطف.
- مثال الفاء: " فمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ
مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ"
أي: فأفطر، فقد حذف
المعطوف بعد الفاء.
- مثال الواو: راكبُ الناقةِ طليحان.
أي: راكبُ الناقةِ والناقةُ
طليحان، فقد حذف المعطوف بعد الواو.
سؤال2: هل يعطف الفعل على الاسم؟
-
يجوز عطف الفعل على اسم يشبه الفعل: كاسم
الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة، مثل قوله تعالى: "إِنَّ الْمُصَّدِقِينَ
وَالْمُصَّدِقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا"
فقد عطف الفعل (َأَقْرَضُوا) على اسم الفاعل (الْمُصَّدِقَاتِ) لأنه اسم
مشبه للفعل.
-
كما يجوز عطف الاسم المشبه للفعل على الفعل،
مثل قول الشاعر:
فألفيته يومًا يبيرُ عدوَّه *** ومُجرٍ
عطاءً يستحقُّ المعابرا
فقد عُطفَ اسم الفاعل (مُجرٍ) على الفعل (يبيرُ).
فَبَاتَ يُغَشِّيهَا بِغَصْبٍ
بَاتِرٍ *** يَقْصِدُ في أَسْوَاقِهَا وَجَائِرِ
فقد عُطفَ اسم الفاعل (َجَائِرِ) على الفعل (يَقْصِدُ).
سؤال3: ما هو حكم العطف على الضمير؟
1- إذا كان المعطوف اسم ظاهر، والمعطوف عليه (ضمير رفع متصل): وجب الفصل بينهما:
- بالضمير المنفصل: "لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ"
- بالمفعول به: أكرمتك ومحمدٌ – "جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا
وَمَنْ صَلَحَ"
- بلا النافية: "مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا".
2- إذا كان المعطوف اسم ظاهر، والمعطوف عليه (ضمير مجرور):
- الجمهور: لا يعطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور إلا بإعادة حرف الجر
مع المعطوف.
مثال: مررتُ بِك وبِزيدٍ – "فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا
أَوْ كَرْهًا "
- الكوفيون وابن مالك: يجوز العطف بدون إعادة حرف الجر.
مثال: قراءة حمزة "وَاتَّقوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَام" بجر الأرحامِ
وقول الشاعر: فَاليومَ قد بِتَّ تهجُونَا وتَشْتُمُنَا
** فاذهبْ فما بك والأيامِ من عجبِ
3- إذا كان المعطوف اسم ظاهر، والمعطوف عليه (ضمير مستتر): وجب الفصل بالضمير المنفصل، مثل:
"اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ"
فقد عُطِفَ كلمة (زوجُك) على الضمير المستتر في (اسكن)، وفصل بينهما بضمير منفصل
(أنت) وهو توكيد لفظي للضمير المستتر.
ملحوظة: قد ورد العطف على الضمير المستتر بلا فصل، مثل:
قُلْتُ إِذَا أَقْبَلَتْ وَزُهْرٌ
تَهَادَى. أي: أقبلت هي.
وقولهم: مررتُ برجلٍ سواءٍ والعدمُ. أي: مستوٍ هو والعدمُ.
فقد عُطِفَ على الضمير المستتر بدون الفصل بينه وبين المعطوف.
وإلى هنا ينتهي درسنا الذي تحدثنا فيه عن [العطف بأنواعه؛ عطف البيان وعطف النسق]، وكم أتمنى أن يحوز الشرح إعجابكم، وأنتظر تعليقاتِكم، وأسئلَتَكم في خانة التعليقات أدناه أو في خانة اسألني .
كما أتمنى لكم دوام الخير والعلم وحسن الفهم،
وأن أراكم مجددا في درس جديد من دروس النحو البسيط، والتي سنقدمها لكم على قناتنا دروس عربية لمن أراد أن يستمع إلى الدروس
لزيادة التوضيح، وعلى هذه المدونة أيضا لمن أراد أن يقرأ الدرس أو يراجعه بعد الاستماع إلى الفيديو أو
عند الحاجة.
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت،
نستغفرك ونتوب إليك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق