كان وأخواتها [الأفعال الناسخة ]، وكل ماترغب في معرفته عنها في سطور - دروس عربية

اخر الاخبار

دروس عربية

دروس عربية هي مدونة تهتم بتعليم اللغة العربية بجميع فروعها (نحو وصرف وبلاغة وأدب ونصوص) لجميع المراحل والمستويات

الثلاثاء، 16 يونيو 2020

كان وأخواتها [الأفعال الناسخة ]، وكل ماترغب في معرفته عنها في سطور

عناصر الدرس:

  • عمل كان وأخواتها.
  • ما هم أخوات كان؟
  • لماذا نقول أن كان وأخواتها (أفعال ناقصة ناسخة)؟
  • هل كان أخواتها أفعال متصرفة أم جامدة؟
  • أحوال تقديم خبر كان.
  • أحوال إعراب اسم كان وخبرها.


اليوم – بحول الله تعالى – نتحدث عن كان وأخواتها [الأفعال الناسخة ] وسنقوم على التعريف بــ كان وأخواتها، وعملها، وكيفية إعرابها وأحكامها التي لاغنى لك عن معرفتها بطريقة سهلة وميسورة كما عودناكم من خلال سلسلتنا النحو البسيط، وأتمنى لكم قراءةً طيبةً وعلمًا نافعًا.

عمل كان وأخواتها

أشهر مانبدأ به في هذا الدرس، هو أن كان وأخواتها ترفع المبتدأ ويسمى اسمَها وتنصب الخبر ويسمى خبرَها، نحو: كان عليٌّ قائمًا
 فأصل الجملة قبل دخول (كان) عليها:  عليٌ قائمٌ، أي مبتدأ وخبر ، ولكن عندما دخلت (كان)جعلت المبتدأ مرفوعا وأصبح اسمها والخبر منصوب وصار خبرها.


وأخواتُ كان هم: ظل - بات - أضحى - أصبح - أمسى - صار - ليس - مازال - مابرح - مافتىء -ما انفك - ما دام.

وإذا نظرت في الأفعال الخمسة الأخيرة تلاحظ أنه قد أتى قبلهم (ما)، وتسمى (ما النافية ) في: مازال ومابرح ومافتىء وما انفك، وتسمى (ما المصدرية الظرفية) في: ما دام (لأن معنى مادام: أي مدة دوامه) قال تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً} أي مدة دوامي حيا.
وهذا يدل على أن الأفعال الخمسة الأخيرة (مازال ومابرح ومافتىء وما انفك وما دام) لاتعمل عمل كان وأخواتها إلا إذا دخلت عليهم (ما)، فهي شرط لهذه الخمسة ليكونوا من أخوات كان.

س: قال الله تعالى: {قَالُوا تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} فـ (تفتأ) مضارع (فتئ) وهي من أخوات كان ولم يأت قبلها ما النافية، فكيف تقول أنها لا تعمل عمل كان وأخواتها إلا إذا أتى قبلها ما؟؟؟

ج: أقول لك: أنه بها نفي ولكنه محذوف، وتقديره " قالوا تالله لا تفتؤ تذكر يوسف"،  فأولاد سيدنا يعقوب يقولون  له: لا تفتأ تذكر يوسف، أي: مازلت تفكر فيه ، فالجملة بها نفي ولكنه مقدر.


س: لماذا نقول أن كان (فعلٌ ماضٍ ناقصٌ ناسخٌ)؟؟؟؟

ج: أقول لك أنه:
-         ناقص: لأنه لا يكتفي بوجود اسمه المرفوع فقط، ولكنه يحتاج إلى الخبر المنصوب أيضا لكي يُكَمِّلَ الجملة ويتمّمَ معناها، فلا يجوز أن تقول: كان عليٌّ.... وتسكت، لأن الجملة هكذا لاتفيد شيئا، فلابد أن تقول:  كان عليٌّ قائمًا، فهي تحتاج إلى الخبر، فلذلك نقول أنها: فعل ماض ناقص.
-        وناسخ : لأنها نسخت حكم الخبر، فالخبر أصله مرفوع، ولكن لما دخلت عليه كان صار الخبر منصوبا، وبالتالي فإنها تُغيّر إعراب الجملة التي تدخل عليها، فلذلك نقول أنها: فعل ماض ناقص ناسخ.

هل كان أخواتها أفعال متصرفة أم جامدة؟؟

من الجدير بالذكر أن نقول أن كان وأخواتها أفعال متصرفة، أي يأتي منها ماض ومضارع وأمر، فلا تعتقد أنها أفعال ماضية فحسب، وإذا أتت مضارعةً أو أمرًا تأخذ نفس الحكم وتعرب نفس الإعراب: 

مثال:- يكون زيد قائما - كونوا قوامين بالقسط

  • فتقول: يكون فعل مضارع ناقص ناسخ، وزيدٌ: اسم يكون مرفوع بالضمة الظاهرة، وقائمًا: خبر يكون منصوب بالفتحة الظاهرة.
  • وكذا تقول: كونوا: فعل أمر ناقص ناسخ، و واو الجماعة: ضمير مبني في محل رفع إسم كن، وقوامين: خبر كن منصوب وعلامة نصبة الياء لأنه جمع مذكر سالم.
ماعدا [ ليس ودام ] : فهما غيرُ مُتصرّفيْنِ، أي لا يأتي منهما مضارع أو أمر، ويلزمون صورة الماضي فقط، نحو: ليس المؤمنُ جبانًا مادام  طائعًا لله.

س: إذا قلت أن الفعل دام تصريفه ( دام ، يدوم ، دُم ) ، فيأتي منه مضارع وأمر ، فلماذا تقول أنه غير متصرف ولا يأتي إلا في صورة الماضي؟؟؟؟
ج:  أقول لك: أن ( دام ، يدوم ، دُم ) هذا فعل تامٌّ ، ونحن نتكلم عن الفعل الناقص الذي تسبقه ما المصدرية الظرفية. فالتام يأتي منه مضارع وأمر، أما (مادام) فهي فعل ناقص مسبوق بما المصدرية الظرفية، فيلزم صورة الماضي ولا يأتي منه مضارع ولا أمر.

أحوال تقديم خبر كان:

في الدرس الماضي (المبتدأ والخبر ) كنا نقدم الخبر على المبتدأ والمبتدأ على الخبر وكان الأمر يستحقُّ منك التمتعَ بالقراءةِ والنظرِ فيه (من هنا).
وبالنسبة لـ كان وأخواتها فالترتيب المعهود هو: أنْ تأتي (كان) أولا، ثم (الإسم) ثم (الخبر)، ولكن يمكن أن تُقدّمَ الخبر على الاسم بشرط عدم اللبس أو الإشكال في المعنى أو الإعراب.
 وأقصد باللبس: أي اللبس الذي يجعلك لا تعلم من هو اسم كان ومن هو خبرها!!!؟؟ ففي هذه الحالة لايجوز أن تقدم الخبر على الاسم .

مثال 1:- كان أخي رفيقي

فلا يصح أن تقول:  كان رفيقي أخي (إذا أردت أن أخي هو الاسم ورفيقي هو الخبر)، لأنه سيحدث لبسا في الإعراب عند السامع فلن يعرف الاسم من الخبر.

إذًا: يجوز تقديم الخبر على المبتدأ إذا لم يحدث لبس في الإعراب، نحو: كان قائما زيدٌ
 فهنا تقدم الخبر وهو (قائم) على الاسم وهو (زيد) لأنه لم يحدث لبسًا في المعنى أو الإعراب، فأنا أعرف الخبر من الاسم ( أعرف من الذي قام).

مثال2:- يقول الله تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ، فأصل الجملة: وكان نصرُ المؤمنين حقًا علينا، ولكن تقدم الخبر على الاسم لأنه لم يحدث مشكلة في الإعراب أو المعنى.


ويجوز أيضا تقديم الخبر على كان نفسها وأخواتها:

ولكن بشرط عدم اللبس أو الإشكال في الإعراب أو المعنى: 
  • فيجوز أن تقول: خبزًا صارَ العجينُ، أي صارَ العجينُ خبزًا، فقد تقدم الخبر على (صارَ) نفسها - التي هي من أخوات كان- لأنه لم يُحْدِثْ لبسًا في الإعراب أو المعنى.
  • وتقول أيضا: شبعانًا باتَ الضيفُ، أي: باتَ الضيفُ شبعانًا، فقد تقدم الخبر على (باتَ) نفسها - التي هي من أخوات كان- لأنه لم يُحْدِثْ لبسًا في المعنى أو الإعراب.

وفي الختام، أُذكِّرُكُمْ بأن كان وأخواتها أفعال ماضية ناقصة ناسخة ترفع المبتدأ ويسمى اسمَها وتنصب والخبر ويسمى خبرَها.

  •  وإذا جاء اسم كان وأخواتها معتل الآخر،(أي: أن آخره حرف علة) نحو: أصبح مصطفى محاميَ العائلة،  ففي هذه الحالة يعرب بحركات مقدرة، فتقول:أصبحَ: فعل ماض ناقص ناسخ، مصطفى: اسم أصبحَ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف ، ومحاميَ: خبر أصبحَ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على الياء، ومحاميَ مضاف، والعائلةِ: مضالف إلية مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
  • وإذا كان الاسم أو الخبر مثنى، نحو: أمسى الطبيبان ساهرين، يعربان إعراب المثنى، فتقول:أمسى: فعل ماض ناقص ناسخ، الطبيبان: اسم أمسى مرفوع بالألف لأنه مثنى، وساهرين: خبر أمسى منصوب بالياء لأنه مثنى.
  • وإذا كان الاسم أو الخبر جمع مذكر سالم، نحو: ظلَّ المعلمون مجتهدين، يعربان إعراب جمع المذكر السالم، فتقولظلَّ: فعل ماض ناقص ناسخ، المعلمون: اسم ظلَّ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ، ومجتهدين: خبر ظلَّ منصوب وعلامة نصبه االياء لأنه جمع مذكر سالم.
  • وإذا كانا من الأسماء الستة، نحو: صارَ أخوك ذا حكمة، يعربان إعراب الأسماء الستة فتقول:صارَ: فعل ماض ناقص ناسخ، أخوك : اسم صارَ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، ذا: خبر صارَ منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة، وذا مضاف وحكمةٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

وهنا ينتهي لقائي بك أيها القارئ اللبيب، وأرجوا أن أكون عند حسن ظنك ولم أضيعْ وقتك في قراءة تلك الكلمات التي اكتفيت بها لتوضيح أحكام كان وأخواتها[الأفعال الناسخة]، وأنتظر تعليقاتِكم على الشرحِ، وأسئلَتَكم واستفساراتِكم الشيقةَ من خانة اسألني .
وأتمنى لكم دوام الخير والعلم وحسن الفهم، وأن أراكم مجددا في درس جديد من دروس النحو البسيط، والتي سنقدمها لكم على قناتنا دروس عربية لمن أراد أن يستمع إلى الدروس لزيادة التوضيح ، وعلى هذه المدونة أيضا لمن أراد أن يقرأ الدرس أو يراجعه بعد الاستماع إلى الفيديو أو عند الحاجة.

سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب  إليك.
دمتم بودّ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هناك تعليقان (2):